خطبة الجمعة القادمة : فرائض الإسلام غاياتها ومقاصدها
خطبة الجمعة القادمة : فرائض الإسلام غاياتها ومقاصدها ، بتاريخ 16 ذو الحجة 1443هـ – الموافق 15 يوليو 2022م.
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : فرائض الإسلام غاياتها ومقاصدها :
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع
و للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
مسابقات الأوقاف
وتؤكد الأوقاف علي الالتزام بـ خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 15 يوليو 2022م.
وتؤكد وزارة الأوقاف على جميع السادة الأئمة الالتزام بموضوع خطبة الجمعة القادمة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير , وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة.
مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري ، وفهمهم المستنير للدين ، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة .
نسأل الله العلي القدير أن يجعل عودة صلاة الجمعة فاتحة خير ، وأن يعجل برفع البلاء عن البلاد والعباد.
عن مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين ، وألا يكتب علينا ولا على أحد من خلقه غلق بيوته مرة أخرى.
لقراءة خطبة من الأرشيف عن موضوع خطبة الجمعة القادمة:
خطبة الجمعة القادمة 5 نوفمبر 2021م : “مفهوم العبادة” ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ: 29 ربيع الأول 1443هـ – الموافق 5 نوفمبر 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 نوفمبر 2021م ، للدكتور محروس حفظي: “مفهوم العبادة”.
ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 نوفمبر 2021م ، للدكتور محروس حفظي : “مفهوم العبادة” ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 5 نوفمبر 2021م ، للدكتور محروس حفظي : “مفهوم العبادة”، بصيغة pdf أضغط هنا.
_______________________________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
عناصر خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محروس حفظي : “مفهوم العبادة” : كما يلي:
(1) الغايةُ من خَلقِ الإنسانِ .
(2) العبادةُ مفهومٌ شاملٌ وواسعٌ .
(3) مقاصدُ العباداتِ في الإسلامِ .
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للدكتور محروس حفظي : “مفهوم العبادة” : كما يلي:
الحمدُ للهِ حمدًا يوافِي نعمَهُ، ويكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، أما بعدُ ،،،
لقد حددَ اللهُ الغايةَ التي من أجلِهَا خلقَ الإنسانَ ألا وهي عبادتُهُ فقال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾، وشَرُفَ بها الأنبياءُ والمرسلون كما قال عنهم ربُّ العالمين: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾، وأفضلُ الرسلِ والأنبياءِ نبيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرّفَهُ ربُّهُ بوصفِ العبوديةِ في مقامِ التكريمِ والتشريفِ، فقال عنه: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾، وقال عنه في مقامِ نزولِ القرآنِ: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا﴾، فبالعبادةِ يترقىَ العبدُ في مدارجِ السالكين، ويلتحقُ بعبادِ اللهِ المنعَّمِين في أعالي الجنانِ مع النبيين والصديقين، عَنْ مُعَاذِ بن جبلٍ قَالَ: «كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ، فَقَالَ: «يَا مُعَاذُ؛ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ؟، قلتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ! قالَ: «فإنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ: أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللهِ: أَنْ لا يُعَذبَ مَنْ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ أَفلا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ فيَتَّكِلوا» . (متفق عليه) .
(2) العبادةُ مفهومٌ شاملٌ وواسعٌ:
بعضُ الناسِ يقصُرُ العبادةَ على أداءِ الطقوسِ والأفعالِ والفرائِضِ حتى إنّ بعضَهَم ينظُر إلى الشعائِرِ التعبُّديَّةِ على أنّها هي كلُّ العبادةِ المطلُوبةِ مِنه، وأنه إذا أدَّاهَا فقد أدَّى كلَّ ما عليه مِن العبادةِ، لكن دينُنَا صحَّحَ هذا الفهمَ، وأزالَ هذا السقمَ؛ إذ العباداتُ أبوابُها كثيرةٌ، ولا تدخلُ تحت الحصرِ، ولا يشملُهَا العد، فهي تشملُ حياةَ الإنسانِ كلَّهَا أقوالَهُ وأفعالَهُ، حركاتِهِ وسكناتِهِ، ظاهرَهُ وباطنَهُ، علاقاتِهِ الأسريةَ والاجتماعيةَ والاقتصاديةَ، وعندما يتَّسِعُ مفهومُ العبادةِ في حِسِّ المُسلمِ يعلمُ أنّ الأعمالَ الصالِحةَ التي يؤديهَا على سبيلِ العادةِ يمكنُ أنْ تتحوَّلَ إلى عِبادةٍ، وذلك بإصلاحِ النيَّةِ للهِ ربِّ للعالمين، قال الإمامُ النوويُّ – رحمه اللهُ -: (المُباحَ إذا قُصِدَ به وجهُ اللهِ تعالى صارَ طاعةً، ويُثابُ عليه)، وهذا ما وضحتْهُ السنةُ النبويةُ: فعن أبي هُرَيْرَةَ قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ سُلَامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ» قَالَ: «تَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، قَالَ: وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ» . (رواه مسلم).
لقد شملتْ العبادةُ حتى الاستِمتاعِ بالزوجةِ؛ ليكُفَّ الإنسانُ نفسَهُ وبصَرَهُ عن الحرامِ، وليقضِيَ حقَّها، وليحصِّلَ ولَدًا صالِحًا، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ قال، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَأتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ؟ قَالَ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ» . (رواه مسلم) .
وهكذا ينبَغي أن نفهَمَ ونستشعِرَ أنّنا في عِبادةٍ ونحن نتعلَّمُ ما ينفَعُنَا، ونحن نسعَى في طلبِ الرِّزقِ لنُعمرَ الأرضَ، ونحن نُلاعِبُ أطفالَنَا، وعندما نُنفِقُ على أهلِينَا، وعندما نقومُ بصِلةِ أرحامِنَا، والتواصُلِ مع جِيرانِنَا وأصدِقائِنَا، وعندما نسعَى في قضاءِ حوائِجِ غيرِنَا، وعندما ننطلِقُ في ميادِين الحياةِ المُختلِفَةِ، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَسْتَ تُنْفِقُ نَفَقَةً تَبْتَغِي بِهَا وَجْهَ اللهِ، إِلَّا أُجِرْتَ بِهَا، حَتَّى اللُّقْمَةُ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ» . (رواه مسلم) .
كما أنّ العبادةَ لا تنقطعُ عن الإنسانِ طالمَا يعيشُ على ظهرِ هذه الأرضِ قال تعالى: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ ، و قال تعالى: ﴿وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا﴾، كما أنّ بعضَ الناسِ ينخدعون بالشكلِ والمظهرِ الخارجيِّ دون مراعةِ الجوهرِ والمضمونِ مع أنهما لا غنى لأحدهما عن الآخر فهما كالروحِ والجسدِ معًا، لذا يجبُ علينا أنْ نوازنَ بينهما بلا إفراطٍ ولا تفريطٍ على حدِّ قولِ الإمامِ الرافعيّ: «إنّ خيرَ النساءِ مَن كانتْ على جمالِ وجهِهَا، في أخلاقٍ كجمالِ وجهِهَا ، وكان عقلُها جمالًا ثالثًا» .
(3) مقاصدُ العباداتِ في الإسلامِ:
للعبادةِ في الإسلامِ مقاصدٌ ساميةٌ، وأهدافٌ عاليةٌ من حيث إنها تربطُ الإنسانَ بالله في توجههِ وأدائِها؛ فهو يصلي الصلواتِ الخمس، ويؤدي زكاةَ مالهِ، ويصوم رمضانَ، ويحج البيتَ إنْ استطاعَ إليه سبيلًا، وهذا يجعلُ الإنسانَ مفتقرًا إلى ربهِ، والنظر إلى وجههِ، متطلعًا إلى مرضاتهِ، حريصًا على الفوزِ بجنتهِ، وصحبةِ حبيبهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والمسلمُ متى عرف الغايةَ من عملهِ، والنتيجةَ من غرسهِ، سَهُلَ عليه فعلُ الشيءِ، وهان ما يلاقيهِ في سبيلهِ مِن صعوبةٍ وعناءٍ ومشقةٍ.
وأهمُّ مقصدٍ نلحظهُ في أداء العباداتِ، والقاسمِ المشتركِ بينها جميعًا هو: التخفيفُ ورفعُ الحرجِ: بحيث تعودُ بالنفع على العباد في دنياهم وأخراهم، وتهدفُ إلى جلبِ المصلحةِ لهم، ودرءِ المفسدةِ عنهم، فالمشقةُ في العبادةِ غيرُ مقصودةٍ، والتعبُ فيها ليس غايةً مرجوةً، قال سبحانه: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾، ففي الصلاةِ: إذا سافرَ الإنسانُ قصرَ في صلاتهِ الرباعيةِ وجمعَ، وإذا كان مريضًا، أو حلّ به مطرٌ، أو وقعَ به خوفٌ ونحوه، يجوز له الجمعُ بين الصلواتِ، بل يؤديها على أيّ كيفيةٍ يقدرُ عليها قائمًا أو قاعدًا أو مضجعًا أو الإشارةَ ، وفي الزكاةِ: لا تجب الزكاةُ إلا إذا بلغتْ النصابَ وجاء وقتُ أدائِها، وفي الصوم: جوازُ الإفطارِ للمريضِ والمسافرِ، وفي الحج: جعله اللهُ على المستطيعِ ماليًّا وبدنيًّا، فقال تعالى :﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ﴾ .
وكذا تجد في أداء العباداتِ: تأكيدَ مبدأِ المساواةِ: ففي الصلاة يقفُ الجميعُ صفًّا واحدًا، وفي الصيام: يصوم المسلمون شهرًا واحدًا، ويفطرون في وقتٍ واحدٍ، وفي الزكاة: يقف الأغنياءُ بجانب الفقراءِ، فيحصلُ التكافلُ والتعاونُ، وفي الحج تُؤَدى المناسكُ واحدة، وبزي واحدٍ يشعرُ المسلمُ فيه وكأنَّهُ في يوم القيامةِ .
مقصدُ العباداتِ:
العبادةُ تهذيبٌ للنفوسِ، وتطهيرٌ للقلوبِ، وتصحيحٌ لمسار الإنسانِ في الحياة:
فالصلاةُ: طريقٌ إلى مغفرةِ الذنوبِ، ومحوِ السيئاتِ، ورفعِ الدرجاتِ، والتَّحلِّي بِالفَضائلِ، والتَّخلِّي عَنِ الرَّذائلِ، قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ». (رواه مسلم) .
والزكاةُ: شرعَها اللهُ لتطهرِ النفسِ من الشحِّ والبخلِ، ومن الحقدِ والغلِ، وتزرعُ في القلوب المودةَ والمحبةَ والتراحمَ والتعاطفَ، قال تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، ولا يقبلها اللهُ إلا من المالِ الطيبِ الحلالِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وَقَالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟» . (رواه مسلم) .
وفي الصيام: يتدربُ الإنسانُ على الصبرِ، ويتربى على العفوِ والصفحِ، ويغرسُ في النفوسِ التقوىَ بمفومِهَا الشاملِ، قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» . (رواه البخاري) .
والحجُّ: يربي النفوسَ على الوحدة والتعارفِ والتعايشِ والتعاونِ والتراحمِ، ويطهرُها من الأنانية والعصبيةِ والتفرقةِ والنزاعِ، قال تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾، وقبولُ الحجِّ مرهونٌ بالنفقةِ الحلالِ وحسنِ السلوكِ، قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرفُثْ ولَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ مِنْ ذُنوبِهِ كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ» . (رواه البخاري) .
فالعباداتُ إذا لم تؤتِ ثمارَها، وينعكسْ أثرُها على الفرد والمجتمعِ، وتظهرْ في سلوك الناسِ فيما بينهم، فلا قيمةَ لها ولا اعتبارَ بها، ما الفائدةُ من إنسانٍ يصلي ويصومُ ويحج ويقومُ الليلَ، وهو لرحمهِ قاطعٌ، ولزوجهِ ضاربٌ، ولأموالِ الناسِ آكلٌ، ولا يرعى حقَّ أولادِه ولا يحنو عليهم، قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيمَا يَرويهِ عَنْ رَبِّهِ: «إِنَّما أَتقبَّلُ الصَّلاَةَ مِمَّنْ تَواضَعَ بِها لِعَظَمتِي، ولَمْ يَستَطِلْ عَلَى خَلْقِي، ولَمْ يَبِتْ مُصرّاً عَلَى مَعْصِيَتي، وقَطَعَ النَّهارَ فِي ذِكْرِي، ورَحِمَ المِسكينَ وابنَ السَّبِيلِ والأَرمَلَةَ ورَحِمَ المُصابَ» . (البزار 4823) ، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ» . (سنن ابن ماجه، ومسند أحمد) .
نسأل اللهَ جل وعلا أن يحفظَ بلدَنا، وسائرَ بلادِ العالمين، وأن يستعملَنا في خدمةِ دينِنَا ووطنِنَا، وأن يوفق ولاةَ أُمورِنا لما فيه نفع البلادِ والعبادِ .
كتبه: د / محروس رمضان حفظي عبد العال
عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف